الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِّنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَكَانَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً }

قوله تعالى { هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ } صلاة الله اختياره العبد فى الازل بمعرفته ومحبته فاذا خصه بذلك جعل زلاته مغفورة وجعل خواص ملائكته مستغفرين له لئلا يحتاج إلى الاستغفار بنفسه من اشتغاله بالله وبمحبته، وبذلك الصلاة يخرجهم من ظلمات الطباع الى نور المشاهدة وهذا متولد من اصطفائية الازلية ورحمته الكافية القدمية الا ترى الى قوله { وَكَانَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً } كان رحيما قبل وجودهم حيث اوجدهم وهداهم الى نفسه بلا سبب ولا علة قال ابو بكر بن طاهر علامة صلاة الله على عبده ان يزينه بانوار الايمان ويحليه بحلية التوفيق ويتوجه بتاج الصدق ويسقط عن نفسه الاهواء المضلة والارادات الباطلة ويبذله الرضا المقدور قال الاستاذ الصلاة من الله بمعنى الرحمة ومن الملائكة بمعنى الشفاعة ليعصمكم من الضلال بروح الوصال.