الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ ٱللاَّئِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ أَبْنَآءَكُمْ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَٱللَّهُ يَقُولُ ٱلْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي ٱلسَّبِيلَ }

قوله تعالى { مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ } ان الله سبحانه اخبر القلب واحد لا يحتاج الى قلب سواه فان القلب خلق على استعداد قبول وقائع انوار جميع الذات والصفات وفيه عقل قدسي يجرد الأشياء بحقيقتها ونفس هى مجرى الاقدار الفعلية القهرية من الله وفيه روح لطيف وقدس مخاطب من الله بجميع طرق المعارف وفيه سر هو مرآة كشوفات الغيب فاذا هوى القلب ميادين ربوبية الازل والابد لا يحتاج الى شئ سواه فانه الكون الاصغر بالصورة وفى المعنى الكون الاكبر ومن عرفه فقد عرف الحق وعرف ما دونه من العرش الى الثرى فالقلب الحقيقى ما لم يكن بينه وبين الحق حجاب ولا يكون ليشغل بشئ سوى الله قال الصادق قلب يرى به امور الدنيا وقلب يعلم امور الأخرة وذو القلب الصحيح السليم من كان قلبه حرا من الاشتغال بشئ سوى الحق { وَٱللَّهُ يَقُولُ ٱلْحَقَّ } ما صدر من الحق فهو حق حقيقى لا يشرب بشئ من الحدثان من الهواجس والوسواس وهو يهدى بنفسه العارف الى سبيل معرفة الصفات ثم الى طرق معرفة الذات قال جعفر والله يقول الحق لانه الحق ومنه بدت الحقائق وكلامه حق.