الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً }

قوله تعالى { مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ } ان الله سبحانه وصف العارفين بالرجولية فى حمل امانة الازل وعرض الاكبر عاهدوا الله أن يختاروا شيئاً من العرش الى الثرى وصدقوا عهدهم وبلغوا الى منازل الامن { فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ } فمن بقى فى سيره ولم يصل الى الوصال وهن فى عزم وفاء العهد فهو منتظر لتمام سعيه واستيفاء حظه من الله ومن معرفته وخدمته ومراقب لكشف جمال الحبيب لياخذ يده ويبلغه مراده من مشاهدته ليس المنتظر اقل درجة ممن قضى نحبه فانهم كالمطر لا يدرى اوله خير ام أخره قال محمد بن على خص الله الانس من بين الحيوان ثم خص المؤمنين من الانس ثم خص الرجال من المؤمنين فقال رجال صدقوا فحقيقة الرجولية الصدق ومن لم يدخل فى ميادين الصدق فقد خرج من حد الرجولية قال بعضهم منهم من يبذل وسعه ومجهوده فى الطاعة { وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ } التوفيق من ربّه { وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً } ما غيروا عن محبة نبيه صلى الله عليه وسلم تغيرا وقيل ما استعانوا بغيره فى مهماتهم بعد ان ضمن الله لهم الكفاية فى كل الحوائج.