الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ } * { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }

قوله تعالى { مَا لَكُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ } افرد نفسه لعباده بانه لهم ولي ولا شفيع لا غير حتى يلتفتوا الى الاسباب ثم ينبههم بحقيقة ذلك فقال افلا تتذكرون قال القاسم اولا تنبهون ان من اسقط المملكة لا يصلح لخدمة الملك ثم بين سبحانه ان امر العباد فى العبودية يكون بمشيته وإرادته لا لغيره مدخل فى تدبير العباد بقوله { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلأَرْضِ } ينزل الوحى الى حبيبه صلى الله عليه وسلم بواسطة اخيه جبرئيل عليه السّلام لنظام الشريعة وانتظام الحقيقة والطريقة لا لطبع البشر ومقالة اهل البدع فيه اثر والاشارة فيه ان تدبير العباد عند تدبيره لا اثر له اذا راه العباد فى قضائه وقدره منفسخة اذ تدبيره ارادته وارادته مشيته المقرونتان بالعلم الازلى الذى لا يشوبه علل الحدثان قال سهل طوبى لمن رزق الرضا بتدبير الله له واسقط عنه سوء تدبيره ورده الى حال الرضا بالقضاء والاستقامة فى جريان المقدور عليه اولئك من المقربين.