الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ }

قوله تعالى { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً } النعمة الظاهرة الخلق الحسن والادب الحسن والظرف والهية اللطيفة ومتابعة السنة والاجتناب عن المعصية والتواضع فى اولياء الله والعبادة الصافية والعافية والصحة والسلامة وان تكون مكسياً بشمل نور الروحانية والربانية والنعمة الباطنة والفطرة السليمة والاستعداد لقبول الغيب والعقل الكامل والفطنة والذكاء والحكمة والفهم وطمانينة النفس وصفاء الروح واتصال الذكر على الدوام والايمان والايقان والعرفان والاخلاص والتوحيد وثمرات هذه الاشياء الوجد والحال والمراقبة والانس والحياء والمحبة والشوق والعشق فاذا بلغ الرجل الى هذه المراتب ويهيى الله له بالظاهر مجالسة الاولياء مع السماع بصوت طيب وموضع طيب فيه وجه حسن والطيب والريحان بلا كدورة ولا فترة و لاصحبة الاضداد ويلقى فى قلبه بورق نيران الاشواق المهيجة له سره الى مواصلة الحق بنعت المحبة والانس فهو ممن اسبغ الله عليه نعمه الظاهرة والباطنة قال بعضهم والنعم الظاهرة العافية والأمن والنعم الباطنة والرضا والغفران قال الجنيد النعم الظاهرة الاخلاق والنعم الباطنة المعرفة قال ابو بكر الوراق النعم الظاهرة استواء الخلق والنعم الباطنة حسن الخلق لذلك قال عليه الصلاة والسّلام " اللّهم كما حسنت خلقى فحسن خلقى " قال بعضهم النعمة الظاهرة اتباع ظاهر العلم والنعمة الباطنة طلب الحقيقة فى الاتباع وقال الاستاذ النعمة الظاهرة نفس بلا ذلة والباطنة قلب بلا غفلة.