الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }

قوله تعالى { ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي ٱلنَّاسِ } ان الله سبحانه غلب الانسانية على الكون طاعة ومعصية فاذا رزق الانسان الطاعة صلح الاكوان ببركتها واذا رزقه العصيان فسار الحدثان بشوم معصيته لان طاعته ومعصيته عن تواثير لطفه وقهره ولطفه وقهره علا بنعت الاستيلاء على الوجود فاذا فسادها يؤثر فى بر النفوس وبحار القلوب ففساد بر النفوس فترتها عن العبودية وفساد بحر القلب احتجابه عن مشاهدة انوار الربوبية قال الواسطى البر النفس والبحر القلب وفساد النفس متعلق بفساد القلب فمن لم يعمل فى اصلاح قلبه بالتفكر والمراقبة وفى اصلاح نفسه باكل الحلال ولزوم الادب ظهر الفساد فى ظاهره وباطنه وقيل فى البر والبحر انه السرائر والظاهر قال جعفر شاهد البر من عرف نفسه وشاهد البحر من عرف قلبه وصلاح هذين بالهيبة والحياء فهيبة الرب تزيل فساد الظاهر والحياء منه يميت فساد الباطن.