الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ رَبَّنَآ إِنَّكَ جَامِعُ ٱلنَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ }

{ رَبَّنَآ إِنَّكَ جَامِعُ ٱلنَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ } انك جامع اهل الحقيقة على بساط القربة فالمؤمنون على بساط الكرامة والموقنون على بساط المشاهدة والمحبون على بساط الوصل والعارفون على محل الانس وكل طائفة يبلغ عندك بطى منتهى مقاصدهم التى كانوا فى الدنيا من رسم المقامات والحالات والمكاشفات والمشاهدات وقال الاستاذ اليوم جمع الاحباب على بساط الاقتراب وغداً جمع الكافة لمحل الثواب والعقاب اليوم جمع الاسرار لكشف الجلال والجمال وغداً جمع الاستاذ لشهود الاهوال ومقاساة ما اخبر عنه من تلك الاحوال { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ } لا يخلف ما وعد لانبيائه واوليائه من وصولهم الى مشاهدته بعدما خاطبهم حين أبدع ارواحهم قبل وجود الكونين تعريف نفسه لهم بلا كلفة العذاب ومشقة الحساب وايضاً لا سبيل لتغيير الحدثان الى قدم علم الرحمانى لأنه تعالى منزه عن ان يفعل شيئاً بعلم يحدث فى نفسه وقال الشيخ ابو عبد الرحمن السلمى الميعاد الذى وعد من السعادة والشقاوة فى ازلى علمه لا يخلف ميعاداً لزهد زاهد ولا لفسق فاسق قال الواسطى فى قوله { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ } قال في انزال كل واحد ما كان من الاعواض وايصال الخواص الى محل الخاص من اللقاء والقرب.