الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أُوْلَـٰئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ ٱللَّهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } * { خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } * { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذٰلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

{ أُوْلَـٰئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ ٱللَّهِ } ابتداهم فى حجاب المكر وختم احوالهم بالاستدراج وهذا غاية الطرد والابعاد عن بساط الوصال سوى اولهم وآخرهم وردهم بعد كونهم فى المعاملات الى ما حكم عليهم فى سابق علوم الازليات خالدين فيها لا سبيل لهم الى معرفة وجود جلاله وكمال قدرته فيزداد غيهم على غيهم ولا يخرجون من طبقات الهجران والحرمان الى مشاهدة الرحمٰن { إِلاَّ ٱلَّذِيْنَ تَابُواْ مِنْ بَعْدِ ذٰلِكَ وَأَصْلَحُواْ } هم الذين سبق لهم حسن الايمان بمشيئة الازل وقفوا بامتحانه فى بحار الفتنة والشهوة فادركتهم انوار عناية الازلية واخلصتهم من اسجان النفوس واصفا الشياطين وقرت عيون اسرارهم بكحل سناء العناية حتى نزوا خبائث اعمالهم فتابوا منها وتركوها استحياء من ربهم حيث يروا مننه السابقة التى سبقت لهم بنعت العناية والرعاية والكفاية والهداية.