الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ هُوَ ٱلَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي ٱلأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَآءُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

{ هُوَ ٱلَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي ٱلأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَآءُ } اى الذى يلبسكم فى الارحام نور جمال القدرة ويزينكم بحسن عكس المشاهدة ليسر الناظر اذا نظر الى وجوهكم بادراك حسن ابداعه واظهار جلال ربوبيته فى وجوهكم كما قال تعالى لكليمهوَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي } وايضاً هو الذى يصوركم فى الارحام على استعداد الولاية والهداية وايضاً يصوركم ربانيين فى علوم المعارف او مطمئنين فى كشف نور الحقائق او المخبتين تحت اثقال المعاملات او المحسنين فى شرف المقامات كما كان فى علم ازليته وقيل يصوركم عالماً به وعالماً بصفاته وعالماً باوامره وجاهداً له فمن لم يصحبه حزن ما قدر عليه فى وقت تصويره من السعادة والشقاوة فهو الجاهل به والآمن من مكره وقال محمد بن على هو الذى يصوركم فى الارحام كيف يشاء من الانوار والظلمات قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ان الله خلق الخلق فى ظلمة والقى عليهم من نوره فمن اصابه ذلك النور اهتدى ومن اخطأه ضل " وقال الحسين خصوصية تصويره اياك انه قومك فسواك وعدلك وانزلك منزلة المخاطبين.