الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }

{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ } خلق الله الارواح القدسية من معادن الربوبية وجللها بنور المشاهدة فصارت تلك الجواهر من اصل واحد وان كان تتفاوت فى المقامات وصورة البشريات فروح آدم من الملكوت خلق وجميع ذريته من الانبياء والصديقين معها فذكر الله تعالى ما صنع بروح آدم من تخصيصها بالقربة والكرامة والمشاهدة والعلم والمكاشفة والتفريد والتوحيد فذكر ان روح عيسى فى منازل القربات مثل روح آدم بما ذكر من تخصيصها فقال لادم ونفخت فيه من روحى ومثل هذا قال لعيسى لكن شرف أدم بإضافة خلق صورته الى نفسه فقال خلقت بيدى وانه أسجد له ملائكته تخصيصا وتشريفا من جميع الخلق لهذه المنزلة وقوله خلقه من تراب دفعا لتهمه الجهلة حتى لا يظنوا قدحا فى الربوبية قال الأستاذ خصهما بتطهر الروح عن التناسخ فى الاصلاب وأفرد آدام بصنعة اليد وعيسى بتخصيص نفخ الروح فيه على وجه الاعزاز وهما وان كانا كبيرى الشان فنقص الحدثان والمخلوقية لازم لهما قال الله تعالى { ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }.