الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ فَوْقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }

{ إِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيْكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ } ان الله تعالى نفخ فى صورة عيسى روحا قدسية ورباها فيها بانوار النبوة والعبودية وتجلى المشاهدة فاذا اكمل فى مقامات المصطفى من صفوة انبيائه واوليائه قال انى متوفيك الى عن رسم الحدوثية ورافعك الى بنعت الربوبية مطهرك عن شوائب البشرية قال الواسطى انى متوفيك عنك ورافعك الى ومطهرك من ارادتك وهواك وذلك لاظهار نعوت الازلية عليه قال بعضهم انى متوفيك عن حظوظك ورافع شخصك الى ومطهر سرك من مطالعة الاغيار والاعواض بالكلية ومما سنح لى فى هذه بالبديهة بعد ذكر المشايخ رضوان الله عليهم انى متوفيك غيرةً حتى لا ينظر اليك بنعت المحبة غيرى ورافعك الى بنعت العشق ومطهرك من التفاتك الى الملكوت لأن من شرط اتحاد الحبيب والمحبوب ان لا يدخل بينهما شئ من الحدثان فاذا كان العارف بلغ مقام صرف التوحيد يتشعشع نور جمال الحق من وجوده فسجد له الكون ومن فيه بالظاهر طوعا وكرها لان من راى حسن جلال الحق بالواسطة او لم يبلغ حقيقة تحقيق المعرفة يصير مشبهيا بوقوعه فى الوسائط لاجل ذلك رفع روحه اليه حتى يستقيم نظام الشريعة ولم ينسخ احكام السنة.