الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي ٱلْبِلاَدِ } * { مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ }

قوله تعالى { لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي ٱلْبِلاَدِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ } اى لا يعجبنك طوف المنكرين فى البلدان لطلب الفصاحة والبلاغة والتكلف فى الادب والزينة طلبا لصرف وجوه الناس والربانية والحيل باولياء الله فان احوالهم مزخرفات فانية يريدون بها اسقاط جاه الصديقين عند الخلق وانا بجلالى فى كل نفس ارفع درجاتهم وازيد فى ملك ولايتهم رغما للمنكرين وارغاماً لانوف المبطلين وايضا لا تغرنك ولا يفتننك صحة ابدانهم ولين عيشهم فى العالم وتيسير اقبال الدنيا اليهم فى البلاد بجاههم عند العامة فانهم يحاربوننى باهانتهم أوليائى ومبارزتهم معى بعداوة احمائى فان ايامهم قليلة وحسراتهم كثيرة عند طلوع انوارى من شرق العناية على وجوه اوليائى حيث قلت واشرقت الارض بنور ربها افتضحهم عند وضوح الكتاب وحضور الانبياء والشهدآء وهذا وعيد شديد لاهل زماننا من السالوسين الناموسين قال يوسف فى تفسير هذه الاية لا تفتننك الدنيا بوقوع الجهال عليها والاغترار بما فيها والتكثر بنعيمها فانها زادهم الى النار.