الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَٱسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنْكُمْ مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَـٰرِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَـٰتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ ثَوَاباً مِّن عِندِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ ٱلثَّوَابِ }

قوله تعالى { فَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ } فى هذه الاية اشارة الى تنزيه الارواح من الخطرات وتقديس الاشباح من الشهوات هاجروا من غير الله الى الله ثم ان الله تعالى حث الاعداء باخراجهم عن ديارهم لحب عزته العاشقين الصادقين كيلا يركنوا بالطبع والحب الى الاخوان والاوطان قيل فى تفسيرها تركوا الشرور وفارقوا اقرباء السوء قوله تعالى { وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي } ان القوم اذا لم يذوقوا مرارة ايذاء المنكرين لم يبلغوا حقائق الالتجاء الى الله والفرار اليه فايذاء الأضداد يهيج للأولياء الى مقام القبض وضيق الصدور ذلك محل الامتحان من الله سبحانه لكظمهم غصص غيظ المنكرين لتفتح بعد ذلك أبواب الخطاب وصفاء البسط وسرور المنة قال الجنيد جزى الله اخواننا عنا خيراً ردونا بحقائقهم الى الله وهذا سنة الله التى قد جرت على اهل سلوك المعارف والكواشف قال تعالىوَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً } قيل غير المقوم بصحبة الفقراء ومجالستهم والتزيي بزيهم لان الفقر هو طريق الحق الا ترى المصطفى صلوات الله عليه لما جلس معهم كيف قال " المحيا محياكم الممات مماتكم ".