الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أَتَوْاْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ ٱلْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

قوله تعالى { وَّيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ } هذا وصف الكذابين فى دعوى المعاملات قبل شروعهم فيها فى اظهارهم سمات اهل المعاملة بظاهر التقشف وزي أهل الناموس لصرف وجوه الناس اليهم بمجرد الدعوى واهل الرياء علوا على رؤية الخلق وحب محمدتهم وذلك القوم اضل من المرائين لانهم يطلبون المحمدة والجاه بغير عمل وهم اقبح طائفة من المرائين الكذابين وان الله تعالى بين بما ذكرنا فى قوله ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا واخبر انهم لم يخرجوا من حجب النفسانية وبقوا فى حجاب الهجران وهو اشد عذاباً قال حاتم الأصم حذر الله بهذه سلوك طريق المرائين والمتقربين والمتزهدين والمتوسلين بسيما الصالحين وهم من ذلك حوال قال الله تعالى فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ان ذلك الظاهر ينجيهم من العذاب كلا بل لهم عذاب أليم وهو ان يحجبهم عن رؤيته ويمنعهم لذيذ خطابه.