الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلاَ يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً يُرِيدُ ٱللَّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي ٱلآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }

قوله تعالى { وَلاَ يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْكُفْرِ } امتحن النبى صلى الله عليه وسلم بعزائم الامر فى التوكل والرضا حيث احزنه بحث الكفار وتخويفهم اياه ثم امره بفتح عين سره فى جلال قدمه الذى سبب ذهاب جميع الاحزان عن غيره من قلبه فان من استحكم فى معرفته فلا يجرى احكام التلوين على قلبه قال الواسطى الحزن فى الاحوال كلها وفى الحقيقة تعريف لهم وتنبيه وهذه الاية من خيار الحقائق التى جرت، أنهم لن يضروا الله شيئا لانهم جحدوا ما يليق بطبائعهم قوله تعالى { إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً } اخبر عن كمال اهتمام النبى صلى الله عليه وسلم وشفقته على شريعة الله ونظام دينه حيث اخبر بقوله ولا يحزنك الذين يسارعون لان حزنه من اجله أي فلا تحزن فان ساحة الكبرياء مقدسة عن هجوم ضلال الضلال وفيه ايضا اشارة الاتحاد بقوله لن يضروا الله شييئا اي كيدهم بك لا يضرك اخبر به عنه واقام نفسه حيث تخلق الحبيب بالحبيب وتوحد الحبيب بالحبيب وقيل فى قوله انهم لن يضروا الله شيئا لانه الذى تولاهم وفى البلية القاهم.