الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّمَا ذٰلِكُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ }

قوله تعالى { فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ } قدس الحق سبحانه حضرة الكبرياء عن تهمة الاغيار ونفى الانداد عن ساحة الجلال قال خافون فى التفاتكم بالأسرار بنعت الخوف من الاغيار رفع ما استحق له عمن ليس له اسحقاق وخوف العباد منه حقوق ربوبيته وليس فى هذا الخوف من الغير نصيب قرن الخوف والايمان محل البرهان عند وقوع الامتحان فاذا وقع نور المشاهدة تظهر انوار الهيبة وتذهب علة الخوف خوفهم بنفسه لامن عذابه اى من نظر الى غيرى بنعت اجلاله احتجب عنى به وانا ابقيه فى الخوف من غيرى وهو محل اشرك به اى من خافنى فهو فى محل الايمان ومن خاف غيرى فهو فى محل الشرك وهذا الشرك شرك خفى قال الواسطي الخوف من شرط الايمان والخشية من شرط العلم واشارته فى ذلك الى قوله تعالىإِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ } وقال ابن عطاء ما دمتم متمسكين بالطريقة فخافونى فمن ترك الخوف فقد ترك الطريقة المستقيمة.