الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي ٱلأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِّن بَعْدِ مَآ أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ }

قوله تعالى { مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلآخِرَةَ } اى منكم من وقع فى بحر غنى القدم واتصف به ويخرج منه بنعت التمكين ورؤية النعم فى شكر المنعم كسليمان عليه السلام ومنكم من وقع فى بحر التنزيه وتقديس الازلية فغلب عليه القدس والطهارة فيخرج بنعت الفقر تجريداً لتوحيد وإفراد من الحدوث كمحمد صلى الله عليه وسلم حيث قال الفقر فخرى وايضا منكم من يريد الدنيا للفناء ومنكم من يريد الاخرة للبقاء وايضا منم من يريد مشاهدة الله فى الدنيا كموسى عليه السلام ومنكم من يريد مشاهدة الله على نعت السرمد ولا يكون الا فى الاخرة وعده. قوله تعالى { مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا } اى رب الدنيا كقولهوَسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ } اى اهل القرية قال ابو سعيد الخراز: مادمتم بكم واوصافكم كانت همتكم الحوادث والدارين واذا توليتكم وأخليتكم من صفاتكم واكوانكم وعلوت بهممكم الي فأعفيتكم من النظر الى الاكوان وارادتها وافيتكم بالحق مع الحق وقال متى ما طالعهم باسرارهم بحقهم عن اثارهم ودهشتهم فى مباديهم قال النورى العامة فى قميص العبودية والخاصة فى قميص الربوبية فلا يلاحظون العبودية واهل الصفوة جذبهم الحق ومحاهم عن نفوسهم قال الشبلى منكم من يريد الدنيا للقناعة ومنكم من يريد الاخرة للجنة وأين مريد الله، ومريد الله من اذا قال: قال الله واذا سكت فليس سوى الله وقال سهل بن عبد الله دنياك نفسك فاذا افنيتها فلا دنيا لك قيل قرئ هذه الأية بين يد الشبلى فقال اول من قطع طريق الخلق اليه ورد الاشباح الى قيمتها قال محمد بن على منكم من يريد الدنيا للاخرة ومنكم من يريد الاخرة لله.