الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ أَفإِنْ مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي ٱللَّهُ ٱلشَّاكِرِينَ }

قوله تعالى { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ } ان الله تعالى عانت الكل بهذه الآية لما اخبرتكم ربوبيتى بلسان نبيى واوجبت العبودية عليكم برسالته وعرفتكم صفات الألوهية بغير وساطة فلم تزلزلتم بذهابه عن البين واضطربتم عن حقائق الإيمان واخلاص العبودية عند الفترة والامتحان فلو كنتم مشاهدين جلالى ما اضطربتم بموته او برفع الوسائط بينى وبينكم لان من شاهد الحق دعاءه يكون محبته وعبوديته بغير واسطة الربوبية قائمة بذاته ابداً ليس للاولياء والانبياء الا الاخبار والانباء عند امر الله وكشفه مراده لهم وخص من بينهم الصديق واقرانه رضى الله عنهم اجمعين الا ترى حين قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يعبد محمداً فان محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فالله حي لا يموت وهذا الوصف ظاهر فى آخر الاية { أَفإِنْ مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيْئاً } فى الصديق ونظرائه رضوان الرحمن عليهم بقوله { وَسَيَجْزِي ٱللَّهُ ٱلشَّاكِرِينَ } يعنى ابا بكر ومن كان قلبه مثل قلبه فى الايمان والايقان شكرهم استقامتهم فى الرب والولاية وجزاء شكرهم نصر وظفره لهم بانهزام المروة عن ساحة الشريعة قال الواسطى غضت البصائر عند وفاة النبى صلى الله عليه وسلم الا لرجل واحد وهو فضل عليهم وهو الداعى الى الله على بصيرة وهو ابو بكر فكأن هذه الاية خص هو بها وعجزت الامة عن ذلك لضعف نحائزها ووهن بصائرها وبان فضيلة ابى بكر بذلك وهو قول من كان يعبد محمدا فان محمداً قد مات وقال الحسين ليس للرسوم الا ما امر به اوكشف له الا يراه لما سئل فيم يختصم الملأ الاعلى يعنى لو يسمع حسا ولا فطفاً فلما غيب عنه شاهده فوقع الصفة عليه شاهدتم بشهود الحق وذهب عنه صفة آدميته فتكلم بالعلوم كلها.