الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ }

قوله تعالى { هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ } وإن كلام الحق سبحانه صفته الازلية مبين حقائق امور الكونين لمن له اهليته واهل القرآن من كان روحه جلالية وقلبه جماليا ونفسه وسره قابل كل اشارة من الحق ولهذا الجنود اصطفائية بالمعارف والكواشف واذا كان الامر كذلك يتجلى الحق فى كلامه لاهل القرآن بنورين له مراد الله من خطابه يهديه الى كل صواب لانه مفتاح كنز القدم من وافقه يخرج له عروس الصفة القديمة من حجاب الحروف بكل مراد وصول به قال امير المؤمنين على بن ابى طالب كرم الله وجهه ان الله تعالى يتجلى لعباده فى القرآن ومن له اهلية الصفة بادراك بيانها وله اهلية الذات بكشف جلاله تعالى قال النبى صلى الله عليه وسلم اهل القرآن أهل الله وخاصته بقدر ترقي المقامات عنهم سر الخطاب من كتاب الله قوم يسمعون باسماع العقول امراً واعتباراً وقوم يسمعون بأسماع القلوب شوقا وحلاوة وقوم يسمعون باسماع الارواح محبة ومعرفة وعشقاً وانساً وقوم يسمعون بأسماع الاسرار بملاحظة الانوار كشفا وبيانا ولم ينكشف هذه الاسرار والوقائع الا للناس ومن لم يكن انسانا متخلقا بخلق آدم عليه السلام وما بقى من ميراثه من علم الاسماء والصفات يكون من النسناس لمن يلاحظ مشاهدة القرآن واسراره فان الله تبارك وتعالى اعلمنا انه بيان للناس ولا للنسناس والناس من له وصف ما ذكرنا ويبقى بالله مما دون الله بما صرح الله فى بيانه قال بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين قال جعفر اظهر البيان للناس ولكن لا ينتبه الا من ايد منه بنور اليقين وطهارة السر الا تراه يقول وهدى وموعظة للمتقين الا ان هذا الاهتداء بهذا البيان والاتعاظ للمتقين الذين اتقوا كل شئ سواه وقال الاستاذ بيان لقوم من حيث ادلة العقول والاخرين من حيث مكاشفة القلوب والاخرين من حيث تجلى الحق فى الاسرار.