الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَسَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }

قوله تعالى { وَسَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّنْ رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَاوَاتُ وَٱلأَرْضُ } الاية علم الحق سبحانه على الخلق وميلهم الى منى النفوس فدعاهم بطاعته الى العلتين المغفرة والجنة ودعا الخواص الى نفسه قال ففروا الى الله ثم اعلم ان الكل فى درك امتحان الجرم واثبت بالآية ذنب الكل لانهم وان كانوا معصومين من الزلل فذنبهم قلة معرفتهم على أقدار الحق كما قال عليه السلام لو أن الله عذب الملائكة لحق منه فقيل انهم معصومون فقال من قلة معرفتهم بربهم ولذلك دعاهم الى مغفرته وايضا خاطب العارفين بلسان الالتباس ودعاهم الى عين الجمع يتجلى لهم بالوسائط لبقائهم فى المعرفة وفى الحقيقة مغفرته قربته وجنته مشاهدته قيل طلب المغفرة هو طلب حظ النفس وفى آخر الاية اشارة الى تضييق صدر الزهاد فى استعظامهم ما تركوا فقال لهم جنتى اجر ما تركتم وذكر عرض الجنة وسعتها لبخلهم وخسة طبعهم وهم الذين اتقوا الدنيا لاجل الجنة وفيها تسلي العارفين من صداع سوء جوار المنكرين فقال جنتى واسعة اسكنوا حيث شئتم فى جوار الكريم المقدس عن سوء جوار المنكرين.