الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ }

قوله تعالى { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } اى تبيض وجوه الصادقين فى دعوى المحبة بنور المشاهدة حيث طلعت شمس مشرق الازل من مطالع القدم فانورت بتجلى الجمال وجوها معفرة بتراب جناب الحضرة عشقا وشوقا والبستها نورا من نورها حتى رات بنور القدم جمال القدم وهى مشرقة بجلال ربها مسفرة بضياء قربه مستبشرة فى رؤية وصاله ناضرة بتبسم افواه الرضوان الاكبر فيها ناظرة من ربها الى ربها قال تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة واليوم تلك الانوار ظاهرة فى وجوه من تكون هذه النعوت والاوصاف لهم غدا قال الله تعالى سيماهم فى وجوههم من اثر السجود وقال تعرفهم بسيماهم تلك سمات وجوه الاولياء الذين اذا رايتهم رايت نعيما وملكا كبيرا لانهم مراة الحق يتجلى منهم بجلاله للخلق قوله تعالى وتسود وجوه اى وجوه المدعين مقامات الاولياء باظهار التقشف بين الخلق وخروجهم بزى الصادقين وطلبهم به استحسان الخلق وصرف وجوههم اليهم وعداوتهم امناء الله فى الارض حين تخرج رجال الله من حضرة الله ركبانا على نجائب النور على رؤوسهم تيجان الوقار فى ميادين السر وغاراتهم عصاة امة محمد صلى الله عليه وسلم من اسواق القيامة ويدخلون بهم الجنان بلا اذن الرضوان تسود وجوه السالوسين المدعين عند تلك الوجوه على رؤس الاشهاد باحتجابهم عن مشاهدة الله وصحبته اهل الحضرة قال تعالىكَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ } قال محمد بن على تبيض وجوه بنظرهم الى مولاهم وتسود وجوه باحتجابهم منه.