الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } * { مَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لآتٍ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }

قال الله تعالى { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ } قال القاسم ان يسبقوا ما كتبنا عليهم من مختوم القضاء وما قدرنا عليهم مما مضى الحكم فيهم { سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } اى باطل ما يعلمون قال الواسطى انما ذكر الله سبقا تنبيها للخلق ووصفا لهم بصفاتهم ونعوتهم قبل ان خلقهم كى يوقنوا انهم لا يسبقونه القول والفعل وانهم مرتبطون بما سبق لهم من الصفات وفيهم قال الله { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ } الأية ثم سلى قلوب المشتاقين اليه بقوله { مَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ ٱللَّهِ } من كان مستغرقا فى بحر اشواقه فان أوان كشف جماله وجلاله قريب من مشتاقيه الناجين من جنس النفس وحجابها فيرون الحق بلا حجاب وهو سميع لاهل الصفوة اسرارهم عليم بالتهاب قلوبهم بنيران محبته وشوقه قيل فليسال ربه سؤال الملحّ المحتاج وليطلب منه طلب الراغب المشتاق وقال ابو عثمان فى قوله ان اجل الله لآن تعزيه للمشتاقين اى اعلم اشتياقكم الىّ وانا اجلت لكم اجلال فعل قريب يكون وصولكم الى من تشتاقون فتطيبوا نفسا وتهنوا.