الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ ٱلْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

قوله تعالى { وَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ } اطلع الحق على قلب حبيبه عليه السّلام وارى بحار عشقه ومحبته وشوقه ومعرفتك انسه وتوحيده وتفريده تكاد تموج بامواج الاتحاد والفردانية فى الانانية فاشهده على نفسه لا يتحرك من مقام الاتحاد فان ذلك ممكن عين الجمع ولا ينبغى ان يكون محجوبا عنه به بقوله ولا تدع مع الله الها أخر فان اتحادك وانانيتك صدرت من كشوف جلالى وجمالى ولا يبقى اثرها عنه بروز شطوات عظمته قدمى الا ترى كيف قال { إِلَـٰهاً آخَرَ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } نفى عن ساحة كبريائه انانية كل عارف سكران وافنى مدارج التوحيد والمعارف فى سبحات ذاته بذاته بقوله { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ } فاذا تبين الحقيقة للخليقة تفنى الخليقة فى الحقيقة ولا تبقى أنائية العارف فى الوهيته المعرف تعالى الله عن الاضداد والانداد فقال الواسطى اذا تحقق ذلك عنده اخذ العبد من العبد لقيام الحق به قال ابن عطا فى كشف الذات يهلكه ويحرقه قال الله تعالى { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ }.