الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ ٱلْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ }

قوله تعالى { قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ } كل مريد نظر الى طاعته وعلمه وكراماته وحكمته ونطقه وفصاحته وما يسهل له من مراداته فهو مفتون به عواه ساقط عن نظر الشيوخ بترك ادابه وسقوط احتشامهم عن قلبه نعوذ بالله من هذه الفتنة والله رايت اكثر اهل زماننا يسقطون من درجة الارادة والصدق ومن قلوب اهل الحقيقة باعجابهم بما هم فيه يصير حالهم اقبح من احوال العصاة المفلسين لان حال هؤلاء فى اواخر اعمارهم الانكار على اولياء الله وخروجهم بدعوى الشيخوخية عليهم اعمى الله ابصار قلوبهم وهم لا يشعرون قال سهل ما نظر احد الى نفسه فافلح ولا ادعى لنفسه حالاً فتم له والسعيد من الخلق من صرف بصره عن افعاله واقواله وفتح له سبيل الفضل والافضال وروية منة الله عليه فى جميع الافعال والشقى من زين فى عينه افعاله واقواله وافتخر بها وادّعاها لنفسه فشؤمه ومهلكه يوماً فيوماً وإن لم يهلكه في الوقت ألا ترى الله تعالى كيف حكى عن قارون { أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ } نسى الفضل وادعى لنفسه فضلا فخسف الله به الارض ظاهرا فكم قد خسف بالاسرار وصاحبها لا يشعر بذلك وخسف الاسرار هو منع العصمة الرد الى الحول والقوة واطلاق اللسان بالدعاوى العريضة والعمى عن رؤية بالفضل والقعود عن القيام بالشكر على ما اولى واعطى حينئذ يكون وقت الزوال.