الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱبْتَغِ فِيمَآ آتَاكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ ٱلْفَسَادَ فِي ٱلأَرْضِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُفْسِدِينَ }

قوله تعالى { وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ } نصيب العارف من الدنيا الوجه الحسن والصوت الحسن ورائحة الطيب والدار الحسنة ومجالسة الفقراء والصُبَّر الصادقون فى العشق القائمون بالله بشرط المحبة والشوق والبذل والايثار فى خدمتهم وصحبتهم والنظر الى كل مستحسن والانفرار عن كل مستقبح واجراء الحياة فى السماع والوقت والوجد والحال والمراقبة والمحاضرة وجميع ذلك مجموع فى قوله عليه السّلام " حبب الى من دنياكم ثلاث الطيب والنساء وقرة عينى فى الصلاة " واحسان الله على العارف كشف مشاهدته وتعريف نفسه له واحسان العارف الاقبال على الله بنعت التجريد عما دونه وشهوده جلاله وربوبيته فى عبوديته سئل سفيان الثورى عن قوله ولا تنس نصيبك من الدنيا قال لا تغفل عن عمرك فى الدنيا ان تعمل بالطاعة قال بعضهم لا تغتر بها ولا تركن اليها وقال الجنيد لا تترك اخلاص العمل لله فى الدنيا فهو الذى يقربك منه ويقطعك عما سواه قال القاسم فى قوله واحسن كما احسن الله اصرف وجهك عن الكل بالاقبال عليه كما احسن اليك حيث جعلك من اهل معرفته واحسن المجاورة معرفته فانه احسن اليك حيث انعم عليكم بالايمان وهو من اعظم النعم فاحسن جوار نعمه فانه احسن اليك فى ان وفقك لخدمته فاحسن القيام بواجب عبوديته وإخلاص خدمته.