الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَـٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }

قوله تعالى { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَـٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ } كان روحه عليه السّلام فى مشاهد قرب القدم وجسمه فى بطن العدم علمه كان قائما بمجازاة روحه عند الله واخبر عن بعض مقاماته كليمه فاشتاق اليه فزفر وبكى من محبته وشوقه فناداه الحق بعينه ودنوه بين يديه فسال من الحق رؤيته فناداه الحق وخطابه بلسان حبيبه محمد فاستدل بكلامه وسكن كما أخبر عليه السّلام عن كمال حب علي بن أبى طالب فى قلبه وفضله عند الله بقوله " ان الله سبحانه خاطبني ليلة المعراج بلغة على " فهو سبحانه وتعالى خاطب الكليم بلغة محمد صلى عليه وسلم او كان عليه السّلام فى حضرة القدس وموسى كان فى مقام الانس هو فى مقام القدس سأل امته وموسى فى مقام الانس فكرامته فيبين ذكر الحبيب والكليم امة محمد صلى الله عليه وسلم مغفورة لذلك قال تعالى ولكن رحمة من ربّك قال الحسين فى هذه الأية خاطب منصوب القدرة فى عين العدم وعن ابى يزيد انه قرئ هذه الأية بين يديه فقال الحمد لله الذى لم اكن ثم سأل بعضهم عن معنى قوله هذا فقال معناه كيف كنت استحق سماع النداء من الحق فجوابه فاجابه الحق عنا اللطف ونيابته عنا اتم قال سهل فى قوله وما كنت بجانب الغربى اذ قضينا الى موسى الانس عرضنا عليه لامته ما ابى علينا فخصصنا به امتك من قراءة الكتاب حفظا والصلاة فى غير المحاريب كنا ننوب عنك وعن امتك قبل الايجاد.