الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ }

قوله تعالى { وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً } افهم ان مقام الفصاحة هو مقام الصحو والتمكين الذى يقدر صاحبه ان يخبر من الحق واسراره بعباده لا يكون شفيعه فى موازين العلم هذا حال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال " انا افصح العرب وبعثت بجوامع الكلم " وهذا قدره قادرية اتصف بها العارف المتمكن الذى بلغ مقام مشاهدة الخاص ومخاطبة الخاص وكان موسى فى محل السكر فى ذلك الوقت ولم يطق ان يعبّر عن حاله كما كان لان كلامه لو خرج على وزان حاله يكون على نعوت الشطح عظيما فى اذان الخلق وكلام السكران ربما يفتتن به الخلق لذلك سال مقام الصحو والتمكين بقوله واحلل عقدة من لسانى لان كلامه كان من بحر المكافحة والمواجهة الخاصة التى كان مخصوصا بها دونه قال ابو بكر بن طاهر هو افصح منى لسنا لانه لم يسمع خطابك ولم يخاطبك فهو افصح منى لساناً مع الخلق كيف اكون معهم فصيحا وسمعت لذة كلامك وكيف اخاطبهم مع مخاطبتك وكيف اجعل لهم وزنا مع ادبتنى وخصصتنى به هو افصح منى لسانا معهم واحسن بيانا لهم انى لم يستلذ مخاطبة بعدك ولم أستلذ بكلام غيرك وانشد
أضحى سرهم ايام فرقتهم   هل كنت تعرف سرا يورث الصمما