الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَخَرَجَ مِنْهَا خَآئِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ }

قوله تعالى { فَخَرَجَ مِنْهَا خَآئِفاً يَتَرَقَّبُ } ان الله سبحانه لما اراد بعبد عبادنا ان يكون له فردا اوقع عليه واقعة شنيعة ليفزع من تبعاتها فيفر مما دون الله الى الله فلما فر اليه خائفا من الامتحان ليجد جمال الرحمن ويعلم ان جميع ما جرى عليه واسطة لوصول المراد هذا حال موسى فقره الحق الى الافتقار اليه بسبب من الاسباب والغرض منها كشف النقاب واستماع الخطاب فخرج منها خائفا كان واجدا فى نفسه شعلات نيران المحبة واستانس بها واستوحش من الخلق فاذا اقبل الى الحق بالكلية خاف وترقب ان يلحقه احد من الضلال فيمنعه من الوصول اليه وايضا خرج مما دون الله خائفا عظمة الله بترقب طلوع شمس الوصال من مشرق الجمال وقال ابو بكر بن طاهر خائفا على قومه العذاب يترقب لهم هداية من الله قال ابن عطاء خرج منها خائفا من قومه يترقب مناجاة ربه وقال بعضهم مستوحشا من الوحدة يطلب من آيات وجد وقال محمد بن حامد خائفا من الشيطان راجيا للعصمة.