الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ صُنْعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِيۤ أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ }

قوله تعالى { وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ } اعلمنا الحق سبحانه من غلبة سلطان عظمته وكبريائه على قلوب الخليقة يوم القيامة بحيث لا يعلمون انقلاب الكون من صولة شهود عظمته على وجوههم وايضا هذا وصف العارفين فى طريان ارواحهم الى الملكوت باجنحة انوار الجبروت حين اشباحهم مستقيمة فى نعوت الخليقة فى مقام العبودية قال ابن عطاء الايمان ثابت فى قلب العبد كالجبال الرواسى وانواره تخرق الحجب الاعلى قال جعفر ترى الانفس جامدة عند خروج الروح والروح تسرى فى القدس لتاوى الى مكانها من تحت العرش وقال الصادق نور قلوب الموحدين وانزعاج انين المشتاقين تمر مر السحاب حتى يشاهدوا الحق فيسكنون قال جعفر الخلدى حضر الجنيد مجلس السماع مع اصحابه واخوانه فانبسطوا وتحركوا وبقى الجنيد على حاله لم يؤثر فيه فقال له بعض اصحابه الا تتبسط كما انبسط اخوانك فقال الجنيد وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب قال الاستاذ كثير من الناس اليوم من اصحاب التمكين الساكنين بنفوسهم السايحين فى الملكوت اسرارهم.