الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَمَّن جَعَلَ ٱلأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلاَلَهَآ أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ ٱلْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱلله بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }

قوله تعالى { أَمَّن جَعَلَ ٱلأَرْضَ قَرَاراً } جعل قرار ارض القلوب بانوار الغيوب لنوازل واردات المشاهدات وكشف القربان ولسكون الارواح الملكوتية فيها { وَجَعَلَ خِلاَلَهَآ أَنْهَاراً } اجرى فى خلال عقولها انهار انوار معرفته لانبات زواهرات المحبة والمودة والزلفة { وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ } رواسى تلك القلوب غلبات استيلاء استواء انوار شهود جلاله على دوام الانفاس { وَجَعَلَ بَيْنَ ٱلْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً } جعل بين بحر مشاهدته القديمة بحر الارواح المقدسة حواجز الارادة وبرزخ امتناع ذات القديم الازلى عن النماذج بالحدوثية وقال جعفر من جعل قلوب اوليائه مستقر معرفته وجعل فيها انهار الزوائد من بره فى كل نفس واثبتها بحبال التوكل وزينها بانوار الاخلاص واليقين والمحبة وجعل بينها حاجز اي بين القلب والنفس لئلا يغلب عليه النفس وظلماتها فيظلمها فجعل بينهما التوفيق والعقل قال الاستاذ نفوس العابدين قرار طاعتهم وقلوب العارفين قرار معرفتهم وارواح الواجدين قرار محبتهم واسرار الموحدين قرار مشاهدتهم فى اسرارهم انوار الوصلة وعيون القربة بها يسكن ظمأ اشتياقهم وهيجان قلبهم واحتراقهم وجعل لها رواسى من الخوف والرجاء والرغبة والرهبة.