الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَىٰ ءَآللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ }

قوله تعالى { قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَىٰ } اعظم الحمد علم الحامد بعجزه عن حمد الحق فان حمد الحامدين عند حمده مصروف عليهم لانه سابق بحمده فى الازل اظهاراً لاستغنائه عن حمد الحامدين وقدر وجب الحمد عند كل نعمة واعظم النعمة ذهاب النفس الامارة من قلب العارف لانها اعظم الحجاب بينه وبين الحق واهل هذا الحمد الذين اصطفاهم الله لمشاهدته فى الازل ووصاله الى الابد فسلامه عليهم من سوابق نعمة الازلية المقرونة باصطفائيتهم فالسلام والاصطفائية ازليتان وابديتان قال الحسين ما من نعمة الا الحمد افضل منها والحميد النبى صلى الله عليه وسلم والمحمود الله والحامد العبد والحمد حاله الذى يوصل بالمزيد قال ابن عطا من سلم الله عليه فى ازله سلم من المكاره فى ابده قال جعفر بن محمد سبحان من اصطفاهم لمعرفته وسلم عليهم قبل المعرفة وقال الواسطى لم يجعل الحق وسيلة الى نفسه غير نفسه ولا اختصاصا غير ذاته اذ يقول وسلام على عباده الذين اصطفى فلم يجعل هٰهنا اسم نعت وجعل اسم حقيقة لان الهاء تخبر عن حقيقة الذات لا غير.