الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَتْ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ إِنِّيۤ أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ }

قوله تعالى { إِنِّيۤ أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ } حكى الله سبحانه عن قول بلقيس حين القى اليها الكتاب ان ذلك الكتاب كتاب كريم وذلك انها استنشقت من رائحة المحبة لذلك قال انه كتاب كريم وكان الكتاب مختوما بخاتم الملك فالهمها الله منقوش الخاتم الذي هو اسم الله الاعظم قالت انه كتاب كريم وايضا لما قرأت بسم الله الرحمن الرحيم عرفت انه كلام الله ولا يشبه كلام الخلق وقالت كتاب كريم فانبسطت من باء بسم الله اشارة بدو القدم والبقاء اللذين هما اصل جميع الصفات القديمة القائمة بذات الحق سبحانه من عرفه القدم والبقاء فقد عرفه بجميع الذات والصفات وتلك المعرفة لا تكون الا لمن شاهد مشاهدة الازل والابد وعرفت من السين اشارة سنا الحق واسراره من الميم ملكه ومحبته واشارة الهيمنة المشاهدة المحيطة بكل ذرة من العرش الى الثرى من حروف الله اشارة عين الذات الواحد الفرد من الالف ومن للامين الجلال والجمال ومن الهاء الهوية وغيوبات الغيب وجدت فى الكلمة وجوب العبودية للربوبية ليصل برحمة الرحمانية العامة فى الدنيا والأخرة ورحمة الرحيمية الخاصة فى الأخرة لاهل الخصوص وعلمت انها بجميعها مقام الاتصاف من اتصف بها سهل عنده بتلفظها مراد ارادة من معنى الاجابة القدرة بالاشياء بالايات والكرامات قال الواسطى فى قوله كتاب كريم مختوم مزين بزينته وقيل كرامة الكتاب ابتداؤه ببسم الله الرحمن الرحيم وقيل كرامته عنوانه وقال الحسين فى بسم الله قولك منك بمنزلة كن منه واذا احسنت ان تقول بسم الله تحققت الاشياء بقولك بسم الله كما تحقق بقوله كن وقيل فى قوله كتاب كريم لان الرسول كان طيراً فعلمت ان من يكون الطير مسخرة له عظيم الشان.