الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَقَالُواْ مَالِ هَـٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأْكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي ٱلأَسْوَاقِ لَوْلاۤ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً }

قوله تعالى { وَقَالُواْ مَالِ هَـٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأْكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي ٱلأَسْوَاقِ } تقاصرت ابصارهم عن معانى جوهره الذى هو حامل اثقال انوار كشف الازل والابد وهو روحه الذى سابق الاشياء بالقدس والانس فعاين الحق قبل الخلق فدخل صورته كمصباح فى جوهر زجاجة صافية يضئ ولو لم تمسسه نار تضئ صورته بضياء الفعل ويتنور روحه بنور الصفة ثم صار صورته وروحه قنديل انوار ذات الحق يتجلى منه للعالمين فمن خصه الله بالاهلية منه فيراه بنور الحق ويرى الحق منه فلا يقع نظره إلا على قدس وطهارة قال جعفر عيّروا الرسول بالتواضع والانبساط ولم يعلموا ان ذلك اتم لهيبتهم واشد فى باب الاحترام لهم وذلك انهم لم يشاهدوا منه خصائص الاختصاص ألهاهم ذلك عن قولهم { مَالِ هَـٰذَا ٱلرَّسُولِ } الآية ثم بين سبحانه ان الاكل والشرب والمشي والسعى فى الحوائج لا ينافى النبوة والولاية والاصطفائية الازلية وان جمهور الانبياء ما خلوا من صفة البشرية اذ البشرية مركب الصورة والصورة مركب القلب والقلب مركب العقل والعقل مركب الروح والروح مركب المعرفة والمعرفة قوة القدرة صدرت من كشف عين الحق.