الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي ٱلأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً }

وقال تعالى { وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي ٱلأَسْوَاقِ } هذا سنة الله فى الخلق والانبياء والاولياء شاركوهم فى البشرية وفارقوهم فى المعرفة والمحبة قال جعفر ذاك ان الله لم يبعث رسولا الا اباح ظاهره للخلق بالكون معهم على شرط البشرية ومنع سره من ملاحظتهم والاشتغال بهم لان اسرار الانبياء فى القبضة لا يفارق المشاهدة بحال ثم بين سبحانه ان العارف الصادق فتنة للجاهل الغبى والمحب القريب فتنة للمنكر البغيض بقوله { وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً } الاغنياء فتنة الفقراء فالكل ممتحنون بنكاية قهره ومكره ثم استفهم منهم بقوله { أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً } اى تصبرون يا اهل الحقائق فى بلائى وامتحانى وانتم بمرأى منى اجازيكم بمشاهدتى وكشف جمالى قال القاسم اتصبرون عن نظر بعضكم الى بعض كانه امر بالاعراض عما جعل فى نظره فتنة ويدل عليه قوله ولا تمدن عينيك قال الحسين كسا كل شئ كسوة فانية لا ينفك منها الا من عصمه الله وهو اضطرار فى الاحوال لا اختيار فى التلذذ بالشواهد والاعراض وقال الواسطى ما اوجد موجوداً الا لفتنة وما افقد مفقوداً الا لفتنة قال الله { وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً }.