الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً }

{ تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ } وصف نفسه بالتنزيه والتقديس وبركة جمال تجليه الذى أثاره فى كل ذرة من العرش الى الثرى فباركها ببركة جماله فتنمو من اصل مصادرها بقوة قيام الحق عليها بقيوميته وبقيوميته قامت ومن صولة عزته تفنى فيه فلم تزل قائما بنفسه ولا تزال باقيا بوجوده وخص حبيبه بانزال الفرقان عليه ليفرق به بين كل دان وعال وبين مقام ومقال وبين حال واعمال وبين كشف وخيال فيكون لجمهور السالكين معلما من الحق مخوفا عن عظمته واستغاثه عن الخلق وعن قدسه عن اشارات الخلق اليه قال بعضهم اصل البركات كلها ممن يقدر انزال مثل هذا القرآن الذى يفرق بين الحق والباطل على اجل عبيده واولاهم بالبركة وهو محمد صلى الله عليه وسلم وقال سهل يريد بالفرقان الفرقان الذى فيه المخرج من كل شبهة وقيل على عبده اى على عبده الأخلص ونبيه الاخص وحبيبه الادنى وصفيه الاولى ليكون للخلق سراجا منيرا قال الجنيد تبارك الذى كالكناية والكناية كالاشارة والاشارة لا يدركها إلا الاكابر وقال بعضهم تبارك اى تعالى عن ادراك الخلق.