الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ }

قوله تعالى { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ } زجر المدعين الذين يتكلمون بلسان الصديقين ويخبرون بالتقليد عن احوال المقربين ويعتقدون ان ما يقولون حالهم ويكذبون على الله ويظنون ان لك ليس بعظيم حاشا ان يقع الزور والبهتان موقع الحقائق والعرفان وان يكون محالهم وبهتانهم ليس بعظيم عند الله اذ عظمة الله بقوله سبحانك هذا بهتان عظيم ثم اخبر ان ما عظمه فهم يصغرونه من جهلهم بغيرة الله بقوله { وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ } يا ليت لو يعلم المدعى الجاهل ان الكل مع شرائف احوالهم وفصاحة لسانهم فى التوحيد واطلاع قلوبهم على مراتب الحقيقة مندرجون تحت هذه الآية التى خبر عن غيرته بوصف جلاله وعزة عظمته بانه ممتنع بذاته عن مقالة كل وصف بصفته وكل عارف بقلبه نعته اذ نعته ووصفه لا يدخلان تحت عبارة اهل الحدثان قال الحسين فى بعض مناجاته الهى انزهك عما يقول فيك اولياؤك واعداؤك جميعا وقال عبد الله بن مبارك ما ارى هذه الآية نزلت الا فيمن اعتاد الدعاوى العظيمة ويجترى على ربه فى الاخبار عن احوال الانبياء والاكابر ولا يمنعه عن ذلك هيبة ربه ولا حياؤه وقال الترمذى من تهاون بما يجرى عليه من الدعاوى فقد صغر ما عظم الله ان الله يقول { وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ }.