الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ }

قوله تعالى { فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ } اخبر عن اوائل كشف جلاله وجماله فاذا قاموا على بساط الهيبة وسرادق الكبرياء والعزة وعاينوا بالذات القديم ولهوا فى مشاهدته مستغرقين فى بحار انوار جماله وجلاله واشتغلوا بذوق وصاله من وصاله عن موافقة كل رفيق ومصادقة كل صديق وانتسابهم الى الاخرة والمصاحبة ولا يسألون عند سطوات عظمته حالهم بعضهم بعضا لشغلهم بمعاينة وجوده ونثر جوده فانهم غائبون فى شهودهم مشاهدة قربه ومعاينة قدمه وبقائه فنسهبم هناك نسب المعرفة والمحبة الازلية واصطفائية القدمية لا يفتخرون بشئ دون من العرش الى الثرى قال فارس الانساب رؤية الاعمال ورجاء الخلاص بها ولا يتسالون لا يتذاكرون مما جرى عليهم فى الدنيا من نعيهما ويؤسها شغلا بما هو فيه قال محمد على الترمذى الانسان كلها منقطعة الا من كانت نسبته صحيحة فى عبودية ربه فان تلك نسبة لا ينقطع ابدا وتلك النسبة المفتخرة بها لا نسبة الاجناس من الاباء والامهات والاولاد.