الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِٱلَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَٰتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذٰلِكُمُ ٱلنَّارُ وَعَدَهَا ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }

قوله تعالى { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمُنْكَرَ } ان الله سبحانه بين ان شواهد الملك والملكوت كلها منتظر خطاب الازل لتسمع باسماع شائقة الى معادن الصفات واهل الارواح القدسية منتظرون بسماع الغيب ليستمعوه باسماع غيبية ويعقلونه بعقول ملكوتية فاذا خاطبهم الحق بلسان السفيرة تنجذب اسرارهم وأسرار جميع الخليقة الى منازل وقوع الخطاب فيقع نوره الرحمانى عليها فصارت موقع الخطاب منورة بنور الصفة وذلك النور يظهر بنعت الاستبشار فى وجوه العارفين لنظار الملكوت وينتشر نور الاكوان بجميع ذراتها من نور الخطاب واهل الغباوة والجهل المبعدون من ساحة كبرياء الازل بقوا فى ظلمات الجهالة وغبار القهريات تحت غشاء الضلالة فاسماعهم محجوبة بعوارض الامتحان عن سماع القرآن وشواهد اسرارهم من ظلمة الاذكار وتظهر عن سواد وجوههم عند سماع الخطاب يعرفها كل بصير بالله ومن كمال شقاوتهم لا يعرفون اصلا من اصل ونورا من نور وجلالا من جلال وقدما من قدم وازلاً من ازل كذلك مشاهدة لذي مصادر اوجدتهم يا ليتهم يعرفون مصادر القهريات التى نقضتهم الى ميادين الغفلة فانهم لو يبصرون معادن فطرتهم لا يخالفون ما يصدر من معادن اللطفيات فان جميع المصادر الازلية واحدة من جميع الوجوه قال ابو بكر بن طاهر يتبين فى شواهد المعرضين عنا آثار الوحشة وظلمة المخالفة لان الظواهر انما اشرقت بالسر آثروا بالسرائر تشرفت بانوار الحق فمن كان سره فى ظلمة وانكار كيف يلوح آثار الانوار على شاهد وكل شاهد شاهد الاعراض والاكوان هو فى ظلمة حتى شاهد الحق ولا يشاهد معه غيره اذ ذاك يلوح عليه انوار مشاهدة الحق قال الله تعالى تعرف فى وجوه الذين كفروا المنكر.