الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَزَكَرِيَّآ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْوَارِثِينَ }

قوله تعالى { وَزَكَرِيَّآ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً } ما اختلج فى سر الارادة من صميم سر سرى ان شيخ الانبياء عليه السّلام راى ما ورد عليه من انوار كبرياء الله وجلال عظمته وعز سلطانه فى مشاهدة ذاته فخاف من محل الاتحاد والاتصاف الذى يقتضى حلاوة شربة التفريد فى دعوى الانائية والربوبية فاستعاذ بالله ان يكون محتجبا به عنه فقال لا تذرني فردا حين افردتنى بفردانيتك فان ذلك على عارية تتصرف الى القدم والحدث ينصرف الى الحدث ألا ترى كيف قال { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْوَارِثِينَ } ترث صفة بقائك بعد فنائى بغيرتك وايضا لا تذرنى فردا عنك بك حتى لا احتجب بك عن حقيقتك وايضا كان سره يتحرك من جذب اسرار مقادير القدم التى تجذب سره الى رؤية روح يحيى فى مكمن الغيب فافتقر الى الله بالسوال ادخال روحه فى هيكله ليكون سحراً فى افشاء اسرار ربوبيته قال جعفر لا تجعلنى ممن لا سبيل له الى مناجاتك والتزين بزينة خدمتك وقال ايضا فردا عنك لا سبيل لي اليك وقال ابن عطا خاليا عن عصمتك وقال الجنيد خاليا عنك مشتغلا بشيء سواك وقال الواسطى الفرد المعرض عن ذكر الله الغافل عنه.