الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ } * { مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ إِلاَّ ٱسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ } * { لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَـٰذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ }

{ ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ } ان الله سبحانه حذر الجمهور من مناقشته فى الحساب وزجرهم حتى ينتبهوا عن رقاد الغفلات وقرب الحساب اقرب من كل شئ منهم لو يعلمون فانه تعالى يحاسب العباد فى كل لمحة ونفس وحسابه ادق من الشعر واخفى من دبيب النمل على الصفا ولا يعرف ذلك الا المراقبون الذين يحاسبون انفسهم فى كل نفس وخطرة وهم فى غفلة فى حجاب عن مشاهدة الله معرضون عن طاعته اذ لا حظ لهم فى الطاعات ولا شرب لهم فى المشاهدات ويا غافل لتدري حلاوة حساب الله ودقائق تعريفه مكان السهو والغلط فتحاسب نفسك فى كل نفس ما احلى خطابه وإلهامه فى تغيير العارفين وما اطيب مسامرته مع الصديقين فى مؤاخذته دقائق الخطرات كأن بطون علم المجهول قد أشارت الى ان هذا حركة جرسات الوصلة ولمعات زاد القربة كما قيل
ويبقى الود ما بقى العتاب   
وقال بعضهم دنا أوان الانتباه وهم فى غفلتهم معرضون عن طريق التوبة والتعظة والانتباه وقال بعضهم قرب أوان اللقاء وهم فى غفلة عن استصلاح انفسهم لتلك الحضرة ثم وصف سبحانه القلوب الغافلة بقوله { لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ } ساهية عن الذكر وحقائقه ولذته شاغلة بحظوظ نفسها محجوبة عن لقاء خالقها قال ابن عطا معرضة رضى عن طريق رشدهم وقال بعضهم غافلة عن مسالك اليقين وطريق المتقين قال الواسطى لاهية عن العبادات والموارد والمبدأ والمنتهى.