الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لاَ يَسْبِقُونَهُ بِٱلْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } * { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ وَهُمْ مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ }

قوله تعالى { لاَ يَسْبِقُونَهُ بِٱلْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } عزة سرمديته قطع لسان المسبحين من الكروبين عن حقيقة الثناء ووقعت الاستحالة ان يحيط بجلال قدمه قول كل قائل ووصف كل واصف ولا يطيقون ان يقولوا شيئاً من تلقاء نفوسهم أو يفعلوا شيئا بارادتهم بل هم فى قبضة عزته اذلاء تحت جلال جبروته يتبعون امره كما اراد منهم قال القاسم لا يسبقونه قصداً ولا فعلا لأنهم مربوطون بما ذكرهم مقموعون بما عرفهم لئلا يفتري عليه احد ثم وصف هؤلاء الكرام بالخشية منه والشفقة عنه بقوله { وَهُمْ مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ } اى هم من معرفة جلال قهره خائفون عن فرقته يعلمهم بانه منزه عن وجودهم وعدمهم وهذه الخشية حقيقة العلم بالله يتولد منها الخوف والحياء والتعظيم والاجلال قال الواسطى الخوف للجهال والخشية للعلماء والرهبة للانبياء وقد ذكر الله الملائكة وقال وهم من خشيته مشفقون.