الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ ٱلرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي }

قوله تعالى { بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ } ان الله سبحانه اراد بقوم من بنى اسرائيل فتنة المحبة فاوقعهم فى بحر المخائيل حتى عبدوا العجل لانه تعالى ربما اجرى طوفان عزة جلال ربوبيته فاغرق فيه قوما وذلك من كمال فرط محبته اظهار جماله وجلاله من كمال ذلك المعنى لا يبالى ان يرى جلال ربوبيته للعوام فخلق طباع عبدة العجل رقيقه مائلة الى حسن فعله من حركات سره فى صميم ارادتهم الى طلب ما ألقي من نور وجهه إلى الغيب وعن الغيب إلى الافعال وذلك جذب عجيب علته محبة الله وشوق الشائقين وحب المحبين فتجلى من قدسه جلاله وجماله وفعله الخاص ومن فعله الخاص فعله العام وتجلى من فعله العام فبرز منه روح القدس فأثر به الحياة القدسية فى كل من عكس عليه نوره فورد على تراب فقبض السامرى من اثر فرسه قبضة لانه سمع من موسى تواثير القدسيين فى اشباح الاكوان فنثر على العجل الذهبى فجعل الحق سبحانه لها إكسيداً من نور فعله فانور العجل بنور فعله وجعله حياً له خوار فتحركت سر تلك الفطرة المحبتية فى قلوبهم فطلبها المعدن ولم يعرفوا طريقه فوجدوا سكون محبتهم فى رؤية العجل الذى ملبوس بنور الفعل وغلطوا وعبدوه من غاية حبه قال سبحانه واشربوا فى قلوبهم العجل اى حب العجل وهذا من نوادر تجلى الالتباس الا ترى كيف كانوا اذا علموا مواضع الغلط قتلوا انفسهم لله ومقصود الحق من ذلك ان يرى أحباءه على بابه قتلى صرعى.