الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ } * { قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلأَعْلَىٰ }

قوله تعالى { فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ } لا تعجب فان النفس الامارة بقيت فى الانبياء الا ترى الى قول الصديق المرسل يوسف عليه السّلام وما ابرئ نفسى ان النفس لامارة بالسوء وتلك النفوس جبانة خلقت عاجزة عن حمل وارد القهريات وان رات كثيرا من آيات الله لا يخرج من جبلتها قال تعالىلاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ } خاصة ان الله سبحانه ألبس سحر السحرة لباس قهره فتحركت بقوة قهر الله فلما رأى موسى انقلاب لباس قهر الله خاف من قهر الله لا من غيره لانه لا يامن مكر الله الا القوم الخاسرون سئل ابن عطا عن قوله فاوجس فى نفسه خيفة ما كانت هذه الخيفة والله يقوللاَ تَخَافَآ إِنَّنِي مَعَكُمَآ } قال خاف على قومه ان يفوتهم حظهم من الله وما خاف على نفسه فلما وجد الحق حركة نفس موسى فى رؤية قهر الجبروت قال { لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلأَعْلَىٰ } اى انك محفوظ بعيون رعاية جبروتنا ومعك الآيات الكبرى وهو لباس حفظنا انت فى لطفنا تسبق على القهر واصله سبقت رحمتى غضبى قال ابن عطا لا تخف فانك بمرأىً منا ومسمع منا ونحن معك فى جميع أحوالك فانك القائم والمسبب وهم معتمدون على الاسباب.