الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً } * { وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً }

{ كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً } اراد بالذكر والتسبيح الكثيرثم نعتا كل ما منَّ الله عليهما بنعت الحمد والشكر والحمد اذا كان بلسان الحدث يكون قليلا ولكن اذا كان العارف يذكر الله بالله ويسبح الله بالله يكون بالله لله كثيرا حيث من عين الجمع فى محل الاتصاف والاتحاد ثناء موسى وهارون ثناء الله على نفسه اذ لم يبق فى البين غير الله فان الكل هو الله وذكره موازى وصف قدمه وذلك الذكر الكثير وما دونه فهو فى محل القليل قال ابن عطا لا يخطرن بسرك ما خطر بموسى حيث قال كى نسبحك كثيرا استكثر ما منه من العبادة والتسبيح فلا يخطرن بك كما خطر به قال جعفر قيل لموسى استكثرت تسبيحك وتكبيرك ونسيت بدايات فضلنا عليك فى حفظك فى اليم وردّك الى امك وتربيتك فى حجر عدوك واكثر من هذا كله خاطبنا معك وكلمنا اياك واكثر منه اخبارنا باصطناعنا لك ولما كان قصد موسى بسؤاله انفاذ مراد الحق لا مراد نفسه وقع الاجابة على موافقة الاصطفائية الازلية بقولهقَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يٰمُوسَىٰ }