الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } * { قَالَ رَبِّ ٱشْرَحْ لِي صَدْرِي } * { وَيَسِّرْ لِيۤ أَمْرِي } * { وَٱحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي } * { يَفْقَهُواْ قَوْلِي }

قال سبحانه { ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } الحكمة فيه ان موسى كان فى مشاهدة قرب جلال الازل شاهد الربوبية وكاد ان يفنى فى العزة فشغله الحق بالشريعة عن الفناء فى الحقيقة فلما علم موسى مراد الحق منه بمكابدة الاعداء والرجوع من المشاهدة الى المجاهدة سأل الحق سبحانه شرح الصدر واطلاق اللسان وتيسير الامر ليطيق احتمال صحبة الاضداد ومكايدتهم وذلك انه كان فى مشاهدة الحق الطف من الهواء وفى خطابه ارق من ماء السماء فطلب قوة الوهيته وتمكينا قاردياً بقوله { قَالَ رَبِّ ٱشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِيۤ أَمْرِي } عرف مكان مباشرة الشريعة انها حق الله وحق الله فى العبودية مقام الامتحان وفى الامتحان حجاب عن مشاهدة الاصل فخاف من ذلك وسأل شرح الصدر اى اذا كنت فى عين الشريعة عن مشاهدة غيب الحقيقة اشرح صدرى بنور وقائع المكاشفة حتى لا يكون محجوبا بها عنك الا ترى الى سيد الانبياء والاولياء صلوات الله عليه كيف اخبر عن ذلك الغين وشكا عن صحبة الأضداد فى اداء الرسالة بقوله " انه ليغان على قلبى وانى لاستغفر الله فى كل يوم سبعين مرة " اشرح لى صدرى بنور القدس حتى اكون معك فى مقام الانس وادى عجائب الغبوب وغرائب الكشوف { وَيَسِّرْ لِيۤ أَمْرِي } هيئ لى قوة من قوتك حتى اقوم بنعت الاستقامة معك فى اداء رسالتك ونشر شريعتك { وَٱحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي } عجمة الانسانية حتى اطيق ان اشرح ما كاشفت لى لعبادك بلسان شرعى نبوى { يَفْقَهُواْ قَوْلِي } فان لسانى لسان الحقائق ولو اتكلم معهم بلسان الحقيقة لا يفقهون اشاراتى وعباداتى منك انا اريد الوقوف بسر معك فى شهود الغيب واذا كنت غائبا لا اطيق ان اؤدّى رسالتك بهيئتها.