الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ ٱهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَىٰ } * { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ أَعْمَىٰ }

قوله تعالى { فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَىٰ } اى من تبع خطابى والهامى فلا يضل عن طريق السنة ولا يشقى عن المتابعة قال سهل هو الاقتداء وملازمة الكتاب والسنة لا يضل عن طريق الهدى ولا يشقى فى الآخرة والاولى ثم بين ان من اعرض عن طريق الالهام والذكر ومتابعة السنة وقع في ضنك عيش الفرقة بقوله { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً } اى من اشتغل بذكر غيرى احتجب عن انوار ذكرى ومن كان محجوبا عن انوار الذكر كان محجوبا عن انوار مشاهدة المذكور وله حياة غير طيبة ويرزق غير هني وأي عيش أضيق من عيش من كان محجوبا عن وصال الحق ومن اقبل الى الله اقبل الله اليه ومن اقبل الله اليه اقبل إليه كل شئ بالخدمة والمتابعة قيل لا يعرض احد عن ذكر ربه الا اظلم عليه وقته وتشوش عليه حاله وقال جعفر لو عرفونى ما اعرضوا عنى ومن اعرض عنى رددته الى الاقبال على ما يليق به من الاجناس والاكوان وقيل قلة الصبر مع الذاكرين وقيل ضيق الصدر على مداومة الطاعات ثم زاد عليه ضنك معيشة الآخرة بقوله { وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ أَعْمَىٰ } يعنى جاهلا بوجود الحق كما كان جاهلا فى الدنيا كما قال علي بن أبي طالب عليه السّلام من لم يعرف الله فى الدنيا لا يعرفه فى الآخرة وقيل عن رؤية اوليائه واصفيائه.