الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ثُمَّ أَنْتُمْ هَـٰؤُلاۤءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنْكُمْ مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِٱلإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ ٱلْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفْعَلُ ذٰلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ ٱلّعَذَابِ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }

{ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَٰرَىٰ تُفَادُوهُمْ } اى ان يأتوكم اسارى الشوق وسكارى العشق ترحمتموهم باصواتٍ شجيّة واقوالٍ مرفقة تفدوهم برؤية الصفات وتشغلونهم عن رؤية الآيات وايضاً ان يأتوكم اسارى تنكرة تفدوهم بشواهد المعرفة وايضاً ان يأتوكم اسارى من غيوبات القلوب تفادوهم برؤية انوار الغيوب وقال ابو عثمان وان يأتوكم غَرقى في بحر الذنوب تدلوهم على طريق التوبة وقال الواسطِىّ ان غَرَّتهم رؤية افعالهم تنقذوهم من ذلك برؤية المِنَنْ وقال الجنيد وان يأتوكم اسارى في اسباب الدّنيا تنقذوهم الى قطع العلائق والاسباب فان الحق ابى ان يتجلّى لقلب متعلّق بسَبَبٍ وقال بعض البغداديين وان يأتوكم اسارى في صفاتهم ونعوتهم تفادوهم اى تخلوا عنهم وثاق صفاتهم بصفات الحق ونعوته قوله تعالى حاكياً عنهموَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ } اى مسدودة بعوارض البشريات محجوبة عن فهم الآيات والمعجزات وايضاً قلوبنا فى فرج اصابع القهريات محجوبة عن لطائف الازليّات وقيل حُرِم قسم السعادة بها في الازل.