الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَقُلْنَا ٱضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي ٱللَّهُ ٱلْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } * { ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ فَهِيَ كَٱلْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ ٱلْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ ٱلأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ ٱلْمَآءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } * { أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } * { وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَالُوۤاْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوۤاْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } * { أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ } * { وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ } * { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِنْدِ ٱللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ } * { وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ ٱللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ ٱللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } * { بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـۤئَتُهُ فَأُوْلَـۤئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

{ فَقُلْنَا ٱضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا } فَهم من الآية ان الله تعالى اعْلَمَهم اَنَّ فى قتل النفس احياء القلب وفى حياة القلب حياة الرّوح واذا صفت الروح بصفاء حياة القلب عن كدورات النفس تحيى جميع الاموات بانفاسها وأثارِها كما احيى عيسى عليه السلام الموتى لانه صَافٍ بصفاتها من صفات النفس فظهرت منه الآيات والمعجزات وقيل فيه ان الله اَمَرَ بقتل حىّ ليحيى ميتهم اعلمك بذلك انه لا يحيى قلبك لانوار المعرفة ولا لفهم الخطاب الا بعد ان تقتل نفسك بالاجتهاد والرياضات فيبقى جسمك هيكلاً لا صفة له من صفاته ولا يوثر عليك بقاء صورتك فيحيى قلبك ويكون نفسك رسماً لا حقيقة لها وقلبك حقيقة ليس عليه شئ من المرسومات قوله { بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـۤئَتُهُ } اى من عَبَدنى لاجل الجزاء والعوض وسكن بالعطاء عن المعطى واحاطت به رؤية افعاله واَعْواضه فاولئك اصحاب البعد لم ينالوا قرب وصالى وحقيقة جمالى وقيل بلى من كسب سيئة برؤية افعاله واحاطت به خطيئته بظنّه انّ افعاله واعماله ينجيه وتقربه فهم المبعدون عنى بما تقربوا به الىّ { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } اى الذين شاهدوا الله برسم الارواح فى فضاء الازليات وخرجوا من الكائنات تهذيبا للاشباح حتى دخلوا جمال الابَديّات اولئك اصحاب القربات ومشاهدات الصفات وسبحات جمال الذات وقيل امنوا اى ايقنوا انَّ النجاة في سعادة الازل وانّه ليس في الطاعات الا اتباع الامر وانفو من صالح اعمالهم لعلهم بقصورها عن حقيقة تعبده اولئك هم الواصلون الى الرضوان الاكبر.