الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ ٱلأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي ٱلْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ ٱلآنَ جِئْتَ بِٱلْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ }

{ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ ٱلأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي ٱلْحَرْثَ } اي ليست بمذَللةٍ في عبوديّتى ولا عامرة ارض القلب التى هى مزرعة محبتى ولا ساقية بذر المحبّة فى شريعة العقل وهى محلُّ قرار قربتى { مُسَلَّمَةٌ } اى فارغة عن العبادات وهى عنها بمعزلٍ ابدةٍ عن الحكومات لا رغبة لها في مناجرتى ولا رهبة لها عن معاقبتى لانها خلقت من الضلاله وهى ليست من الهداية { لاَّ شِيَةَ فِيهَا } اى لا سمة عليها لاَحَدٍ لانها لا تالف الحق ابداً وقال بعضهم لا يصلح لكرامتى واظهار ولايتى عليه الا من يذللُ نفسه بالسكون الى شَئٍ من الاكوان ولم يَسَعَ في طلب الحوادث بحالٍ مُسْلمة من فنون عَوارض الخلاف لاشية فيها لا اثَرَ عليه لاحد بالسكون اليه والاعتماد عليه فهو القائم والناظر الىّ والمعتمد عَلَىّ اظهرت عليه آيات قدرتى وجعلته احد شواهِدِ عزّتى فمن شاهد استغرق في مشاهدته لانّه قد لبس رداء العز وانشد على اثره
هذه اذاً فانظرى الدنيا بعينى واسمعى   باذنى فيها وانطقى بلسانى