الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَٰرِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ }

{ خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهمْ } اي ما نظر اليها منذ خلقها فحرَّم عليها انوار ذكره ومواصلة إلهامه { وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ } اي على سمعهم وقر الضلال فلم يسمعوا حقائق الخطاب { وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ } اي على ابصارهم غطاء القَصْر فلم يبصرُوا بها طراوةَ صفة الصانع في الصنع ولم يتفرَّسوا بالبصائر ما كشف الله لاهل الايمان من ملكوت السماوات والارض { وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ } عَذَابهم بُعْدهم عن قرب مولاهم حتى لم يدركوا بركات كراماته وقيل اهل البصر نظروا من الله الى الاشياء فشاهَدوها في اسرار القدر واهل النظر استدلوا بالاشياء على الله فحَجَبَهم عقولهم واستدلالاتهم عن بلوغ كنه المعرفة بالله قال علي بن ابي طالب رضى الله عنه طبع الله على قلوبهم برؤية افعالهم بمعاونة النفوس حتى كفروا سرّاً وأمنوا علانية قال جعفر الصادق الختم على وجوهٍ منهم من خَتَم على قلبه برؤية فعله ومنهم مَن ختم على قلبه برؤية الاعَواض ومنهم من ختم قلبه بالاسلام ومنهم من ختم قلبَه بالايمان ومنهم من ختم قلبه بالمعرفة ومنهم من ختم قلبه بالتوحيد فكلٌّ واقف مع ذلك الختم وقال سَهُل اسبل عليهم ستر شقاوةٍ فصمُّوا عن سماع الحق وعَمّوا عن ذكره.